الثلاثاء، 17 مايو 2011

أمة اقرأ وعرس الدوحة الثقافي نشرت بتاريخ 04-01-2004م

أمة اقرأ وعرس الدوحة الثقافي
نشرت بجريدة الراية القطرية  عام 2004م (04-01-2004م)
بمناسبة إقامة معرض الدوحة للكتاب

بقلم: سامي زكريا
 كاتب صحفي وباحث مصري
  Samy583@hotmail.com

عند بداية بطولة من بطولات الكرة نسمع كثيرا مقولة انطلق العرس الكروي لكأس العالم أو لبطولة الأمم أو.. إلخ. وخلال هذه الأيام تشهد الدوحة حدثا فريدا لا يقل في أهميته عن الأحداث الرياضية أو السياسية أو الاقتصادية.. لأن السياسة لا تتلألأ إلا به، والاقتصاد لا يزدهر إلا بالعقول التي خططت له، والرياضة لا تنطلق إلا بوضع برامج علمية مدروسة للنهوض بها وتحقيق نتائج إيجابية، وعلى ذلك فإنني أعتبر معرض الكتاب المقام حاليا في الدوحة من الأحداث المهمة حقا، بل الحدث الأهم على ما عداه، ولم لا.. فأهل الاقتصاد يجدون في أروقته مبتغاهم، وأهل الرياضة يتلمسون ما يعينهم، وأهل السياسة يجدون آخر ما صدر لكبار الكتاب.. وجميعهم يجد ما يعنيه من كتب دينية تغذي روحه وفؤاده.. ولذلك لا نكون مبالغين إذا قلنا ان معرض الدوحة للكتاب هو العرس الحقيقي الذي يجب أن نحتفي به أفضل احتفاء خصوصا وأننا نشهده أياما معدودة، فتكون بين أيدينا أمهات الكتب وحتى أبناؤها فنتخير مبتغانا، كل فيما يرغب.
السؤال الذي يجب أن يطرح هو أهمية الكتاب وما يحتويه من علوم مختلفة في تطور الأمم، وما تأثير الكتاب علينا نحن أمة اقرأ، الأمة التي يجب أن تكون في مقدمة الأمم فإذا بها في آخر قائمة الأمم على وجه الأرض.
في العالم المتقدم، وفي أوروبا خصوصا لم يتقدموا من فراغ بل إنهم يقرأون جيدا، فلا يضيعون وقتا، يقرأون في أوقات فراغهم.. في الباص يقرأون، وفي الطائرات يقرأون، وفي ساحات الانتظار يقرأون، أما المنتمون لأمة اقرأ ففي كل مكان يثرثرون، وفي إضاعة الوقت يتسابقون فلا ترى سوى أشباه إنسان يمشي على الأرض.
موشي ديان رئيس وزراء الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين الأسبق، وفي قولة تدل على دراستهم للوضع العربي العام منذ عشرات السنين قال عنا: إنهم أناس لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون.
وللأسف فإن ما قاله هو الحقيقة لإنسان أمة اقرأ والذي لا يقرأ إلا ما ندر.
أمتنا الإسلامية وبالتالي العربية يجب أن تكون هي أمة العلوم جميعها، فدينها يدعوها للقراءة، وقد كانت أول كلمة تتنزل على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هي "اقرأ" بل إن الله سبحانه وتعالى أقسم بالقلم لأهميته فقال: "ن والقلم وما يسطرون" ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصا على تعليم أمته، فأسير بدر كان يفك أسره إذا علم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة، بل إنه صلى الله عليه وسلم كان حريصا على مواصلة تعليم حفصة بنت عمر حتى بعد زواجها منه صلى الله عليه وسلم، والتي كانت تتعلم على يد الشفاء العدوية، ولذلك كان لها الفضل في حفظ القرآن مرتبا.
إذا كانت هذه أهمية القراءة والتعلم في الإسلام فإن ذلك يؤكد ما نذهب إليه من فضل وأهمية معارض الكتاب التي يجب أن تكون دافعا لتقدم هذه الأمة، وخصوصا في ظل التطور العلمي الهائل. فلم يعد الكتاب ورقا فقط بل أصبح "سي دي"  و"دي في دي"  وأصبح الكمبيوتر فارسا في عصر المعلومات والانترنت، في الوقت الذي ما زالت فيه نسبة الأمية في العالم العربي ليس لها مثيل.
ألا تتفقون معي أننا في عرس ثقافي فكري وعلمي نشهده على هذه الأرض المباركة؟

ليست هناك تعليقات: