الاثنين، 23 مايو 2011

قطر الرائدة نشرت بتاريخ 23-05-2011م

  قطر الرائدة          نشرت بجريدة الراية القطرية بتاريخ23/05/2011

  بقلم: سامي زكريا
 كاتب صحفي وباحث 
  Samy583@hotmail.com


المتتبع للشأن القطري ويلمسه عن قرب يزداد إعجابا كل يوم بما تحققه القيادة القطرية في جميع المجالات من إنجازات تعد انطلاقة هائلة بكل المقاييس، انعكست على المواطن والمقيم على ثراها بطفرة جعلت المواطن القطري في التصنيفات العالمية ضمن أعلى دخل في العالم، مع نهضة عمرانية غيرت معالم الدوحة بأبراج وشبكة طرق ومجموعة من الكباري والمنشآت الحديثة ومطار يستوعب الحركة النشطة منها وإليها.


قطر اليوم ليست قطر الأمس، وقطر الغد هي ليست قطر اليوم، هكذا هي كل يوم في تجديد وتطور دائمين، وعندما نقول هذا فإنها شهادة سنحاسب عليها أمام الله فهذا هو الواقع المتجسد على هذه الأرض الطيبة التي تستقبل الجميع بكل ود وترحاب وتفتح أبوابها لكل من يستطيع أن يقدم شيئا جديدا يكون لبنة في بناء وطن على أسس علمية.


الأسس العلمية التي استشرفتها قطر منذ سنوات من أجل النهضة المنشودة، فأقامت مدينة علمية على أعلى مستوى اجتذبت إليها أرقى الجامعات العالمية لتكون في متناول الأسر بتعليم أبنائها تحت أعينها وفي بيئة شرقية، وتم اختيار الدكتور محمد فتحي سعود ليكون رئيسا لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وكان مستشارا للتعليم العالي، وشارك في وضع خطط وتطوير المدينة التعليمية، وهو رجل يجمع بين الإمكانيات العلمية والتنظيمية الكبيرة والخلق الرفيع الذي هو سمة العلماء المتمكنين والمخلصين لعملهم وأمتهم، وقد قدر لي أن أكون أحد طلابه الجامعيين في الثمانينيات فلمست هذا الرقي العلمي والأبوي فما يذكر اسمه إلا وأشعر بإجلال وعظمة هذا الرجل، وهو ما يؤكد دقة اختيار القيادة القطرية بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب.


القيادة القطرية وضعت هدفا وخططا مستقبلية وباشرت في تنفيذها على أرض الواقع، فلم يعد الاعتماد في الدخل القومي على البترول والغاز فقط، بل بموازاة ذلك دخلت الصناعات البتروكيماوية، وتم إنشاء أكبر مصهر ألمونيوم في العالم، وأصبح الطلب على الحديد القطري كبيرا لتميزه، ودخلت بقوة في إنتاج الأسمدة وأوجدت لها مكانا وحصة كبيرة في التصدير العالمي بلغ في بعض المواد نسبة 15%، هذا بالإضافة للدخول في مشروعات عملاقة شراءً أو مشاركة ما يؤدي إلى تنوع مصادر الدخل، وهي استراتيجية واعدة يظهر تأثيرها وقت الأزمات العالمية في عدم تأثر الاقتصاد القطري بوجود انخفاض في أسعار تصدير منتج ما نظرا لوجود البدائل الإيجابية فتكون النتيجة استقرارا اقتصاديا.


العمل على المستوى الداخلي يوازيه عمل على المستويين الإقليمي والدولي، فقطر لا تتأخر عن مد يد العون لجميع دول العالم، فما من كارثة بيئية كزلزال أو موجات مد مياه أو غيرهما تحدث في أي بقعة كانت في العالم إلا وتكون قطر في مقدمة الدول التي تهب بالمساعدة بقدر ما تستطيع، وتظل المساعدات القطرية مميزة ومقدرة لأنها تنبع من إخلاص وبلا أهداف قد تكون في أجندة دول أخرى، بالإضافة لمواقفها القومية الرائدة التي تفردت بها ولنا أن نتذكر موقف القيادة القطرية من وحدة اليمن والوقوف مع أجندة الوحدة لآخر لحظة حتى تحقق المراد بوحدة كانت حلما، ودورها في عودة الوئام اللبناني، وموقفها الصلب من حصار غزة ووجوب فك هذا الحصار، وكذلك مساندتها لثورتي تونس ومصر، والآن دعمها لثوار ليبيا وتكفلها بمعالجة الجرحى ونقل العالقين لبلادهم على نفقتها الخاصة، ومحاولتها إنهاء الأزمة اليمنية بشكل سلمي، والوقوف مع المضطهدين من الشعوب، وتقديم يد العون والمساعدة لمن هم في حاجة إليها، وكلها مواقف سامية تضاف دائما لرصيد قطر خصوصا لدى الشعوب.


الموقف القطري الأخير بسحب مرشحها لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية من أجل مرشح مصر وتقديرا للثورة المصرية يعد لبنة أخرى من لبنات الوحدة والإخاء اللتين تسطرهما قطر عمليا من أجل وحدة عربية طالما تمنيناها، وعندما قال معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية ان مندوب قطر هو مندوب لمصر ومندوب مصر هو مندوب لقطر فإنه يمثل واقعا تتبناه قطر وتجسده فعليا على أرض الواقع من أجل لم الشمل العربي.


هنيئا لقطر سياستها الرشيدة بقيادة صاحب السمو الأمير المفدى التي أكسبتها احترام العالم لأنها تبني دولة على أسس علمية في كل المجالات وتتبنى سياسة خارجية رائدة ستنعكس آثارها الإيجابية لامحالة على المواطن العربي أينما كان.


ليست هناك تعليقات: