الأحد، 2 أكتوبر 2011

قتلى يوميا في سوريا والمواقف الدولية لم تتغير 2-10-2011م



قتلى يوميا في سوريا والمواقف الدولية لم تتغير

بقلم: سامي زكريا
كاتب وباحث مصري

بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على بداية الثورة الشعبية السورية يتعجب المرء كثيرا من المواقف الدولية التي تتحرك منب أجل هرة في أقاصي العالم ولا تتحرك لمقتل العديد من أبناء الشعب السوري يوميا؟


روسيا على رأس الدول المتزعمة الدفاع عن السلطة السورية وترفض أي إدانة لها في أي منظومة دولية حتى أنها هددت ولوحت باستخدام الفيتو الممنوح لها عصاة ضد أي قرار يشدد الخناق على السلطة السورية أو يدينها في شيء.

القيادة السورية تمارس لعبة القط والفأر مع المجتمع الدولي بخبث وذكاء شديدين تقتل المدنيين وتتهم الخارجين على القانون، وتصفي المعارضين من كبار العلماء والأساتذة وتعلن الإمساك بمرتكب الجريمة، وتقتل الجنود المنشقين عن المؤسسة العسكرية الرافضين للسلوك الدموي للجيش ثم تدعي أنهم قتلوا على يد العصابات التي تريد تدمير البلاد، بل وتقيم جنازات عسكرية لهم خداعا وتضليلا للرأي العام لتأتي الحقائق من ذويهم تثبت أنهم صفوا من الأمن لرفضهم تنفيذ الأوامر العسكرية بقتل المدنيين، ليصل الأمر ذروته باستخدام الأسلحة الثقيلة والطيران في تدمير قرى لاتملك من أمرها شيئا سوى حناجرها المطالبة بالحرية والديمقراطية والحقوق المكفولة للإنسان على وجه البسيطة.

الموقف الدولي عموما يبدو فاترا فالجامعة العربية اجتمعت وأرسلت أمينها العام الذي قوبل بالتأجيل تارة والرفض أخرى ثم الموافقة على مقابلته وخداعه بالموافقة على العمل من أجل المواطن السوري ليعود محملا بالوعود التي لايتم تطبيقها أبدا بنفس السيناريو الذي تم مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومع القيادة التركية أيضا التي أعطت آجالا محددة للسلطات السورية فلم تر شيئا يطبق على أرض الواقع في مصلحة المواطن السوري لتعلن القيادة التركية بلا مواربة بعد ذلك أن النظام السوري يمارس لعبة الخداع وتبدي استعدادها لتطبيق عقوبات على السلطات السورية بل ومارست ذلك فعليا بتفتيش سفن متجهة للموانئ السورية.

خلال اجتماعات المسؤولين السوريين مع المنظمات والحكومات الخارجية نلاحظ أن الخطاب الإعلامي للمسؤولين السوريين يتحدث عن تدخلات خارجية وبكل هدوء يبررون مايحدث وكأن القتلى السوريين من عالم آخر، أو كأن الأمر برمته لايمت لهم بصلة وهؤلاء يذكروننا بالمسؤولين في حكومة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك الذين كانوا يخرجون بكل برود أيضا للحديث عن بضع مئات أو آلاف ضد الحكومة ويؤكدون أن الملايين مع سيادة الرئيس في الوقت الذي كان الشعب يغلي مطالبا برحيل النظام بأكمله، هؤلاء فئة الجوقة والمستفيدين في النظام السوري هم الزمرة نفسها من المتحدثين الذين يقلبون الباطل حقا والحق باطلا مثلهم كمثل الذين كانوا مع بن علي ومبارك والقذافي تماما.

بن علي ومبارك كانت المواقف الدولية تجاههما سريعة بسرعة الثورتين التونسية والمصرية فلم يكن هناك بد من اتخاذ مواقف تنسجم مع مصلحة هذه الدول الأوروبية منها والخارجية عموما التي وجدت نفسها مجبرة على اتخاذ مواقف مؤيدة للثورتين بعد أن وجدت النتيجة تغييرا لابد منه فرضه الشعبان .

أما الثورة الليبية فكان سلوك رئيسها المخلوع معمر القذافي وتناقضه عالميا سببا في اتخاذ المواقف الواضحة تجاهه وتحرك المؤسسات الدولية والحربية ولو أن بعضها كان لضمان حصة بترولية له بعد الاستقرار وهو ما اتضح من الموقف الفرنسي ومن تصريحات مسؤوليها ولكن ظلت القيادة الروسية متأرجحة غير معترفة بالثوار في ليبيا والمجلس الانتقالي حتى تيقنت من نهاية العقيد وبداية عهد جديد فاضطرت للاعتراف بالوضع الجديد.

المواقف الدولية تحسب لكل دولة ميزانا بحجم المكسب والخسارة

وما ستجنيه من هذا الاعتراف أو رفضه ولو لم تعلن عنه، وإلا كان الاجدى لدول العالم إدانة ما يحدث للشعب السوري بعد أن تعدى عدد القتلى من المدنيين السوريين على يد قيادته ثلاثة آلاف قتيل وهذا الرقم يزيد كل يوم، ولو كانت هناك حرب مع عدو لما وصل عدد القتلى لهذا الرقم الكبير، فالمواقف الدولية تكاد تكون مستحية بل إن روسيا تهدد باستخدام الفيتو ضد أي قرار يدين دمشق والسؤال المطروح إلى أين تسير سوريا هل تسير إلى إسكات الشعب بالطيران والدبابات كما حدث في حماة عام 1982 أم أن الشعب السوري له رأي آخر وسيواصل مسيرة الحرية والديمقراطية حتى يصل إليهما بأيديه هو دون مساعدة من أحد سنجد الجواب بالتأكيد خلال الأسابيع القادمة لأن الشعب خرج من قمقمه ولا أعتقد أنه سيعود إليه مرة أخرى، ليأتي تأسيس مجلس وطني سوري في تركيا بداية لتحرك سياسي جديد فهل يعترف العالم بهذا المجلس أم أن السياسات والحسابات الدولية لها رأي آخر؟.