العنت الإسرائيلي نشرت بجريدة الراية بتاريخ 25-05-2011م | |||||
القضية الفلسطينية تظل أم القضايا العربية والاسلامية، سواء انشغل المواطن العربي بهمومه اليومية أو العائلية أو أمور دولته، فالقضية الفلسطينية تشغل دائما الحيز الأكبر في تفكيره وقد تعكر عليه صفو حياته لأنها قبل أن تكون قضية قومية فإنها قضية دينية. فلسطين التي اغتصبت في عام 1948م أي مر على احتلالها مايقرب من 63 عاما يظل الأمل العربي في عودتها قائما، لأنه لا يضيع حق وراءه مطالب والأرض هي أرض عربية منذ آلاف السنين وكانت قبلة أولى للمسلمين وهي موقع مقدس للمسيحيين لأن بها كنائس تعد قبلة لمسيحيي العالم وعلى رأسها كنيسة القيامة وقد استمر الاحتلال الصليبي لها أكثر من 88 عاما وما يئس العرب والمسلمون من عودتها حتى حررها صلاح الدين الأيوبي. مسلمو فلسطين ومسيحيوها يشكلون خط الدفاع الأول عن المقدسات الاسلامية والمسيحية، وما تعلنه الحكومة الإسرائيلية لا يعبر أبدا عن النية الحقيقية لهذه الحكومة، فنتنياهو معروف بمواقفه السابقة والآنية بأنه مستعد للتفاوض عشرات السنين بلا نتيجة وقد صرح بذلك من قبل، ومعه ليبرمان المعروف بمواقفه العنيفة وليست المتشددة فقط من العرب والمسلمين وباقي أفراد الحكومة هم على النهج نفسه. تحدث أمس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي ولم يقل جديدا، فالمواقف الاسرائيلية لم تتغير، ومع ذلك صرح بأن إسرائيل ستبدي سخاء شديدا تجاه حجم الدولة الفلسطينية المقترحة ولكنها لن تعود إلى حدود عام 1967م ولن تقبل تقسيم مدينة القدس، وأبدى أيضا استعداد اسرائيل لتقديم تنازلات مؤلمة في سبيل تحقيق السلام مع العرب، فأي تنازلات سيقدمها؟. الكلام الإنشائي الذي صرح به نتنياهو بتقديم تنازلات نسفه تماما في الوقت نفسه بإعلانه عدم استعداد إسرائيل للعودة لحدود 1967م، وعدم التطرق لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين في أي مفاوضات لأن حلها من وجهة النظر الاسرائيلية يكون خارج حدودها بالإضافة إلى عدم الاستعداد لتقسيم القدس حيث قال إن القدس الموحدة ستظل عاصمة لإسرائيل. هناك أسس لا أعتقد أن عربيا واحدا يجرؤ على التنازل عن أي منها أولها القدس التي وافق العرب على القليل منها بأن تصبح القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية القادمة وتترك الغربية للدولة المغتصبة، والقدس الشرقية بها المسجد الأقصى والكنائس المسيحية. وحق العودة لكل فلسطيني غادر قريته أو مدينته لأنه حق مقدس لايستطيع أحد الوقوف ضده لأن المتسبب في تهجير العرب من ديارهم هو الاحتلال الغاشم، وكل القوانين الدولية تمنح الانسان الحق في العودة لدياره التي هجر منها. وحدود عام 1967 تمثل الحد الأدنى من الأراضي التي ستقام عليها الدولة الفلسطينية. المتفحص للخطاب الإسرائيلي يجد أنه لم يتغير سوى في الأسلوب لأن اللاءات ظلت كما هي لا لحق العودة ولا لتقسيم القدس ولا لحدود 1967م فعلى أي شيء سيتفاوض العرب إذن؟. إسرائيل المغتصبة لم تتغير ولن تتغير لأن أطماعها لاتنتهي منذ إنشائها، ربما تكون الثورات العربية الحالية تجعل خططها تتغير وخطابها يتغير ولكن أهدافها لم ولن تتغير، فبناء المستوطنات لم يتوقف حتى قبل إلقاء نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي أمس وافق على إنشاء وحدات استيطانية جديدة وزرع القدس الشرقية بها حتى لايكون هناك مجال لحديث عن شيء فيها أو مفاوضات عليها ونزع الملكيات العربية لم يتوقف وكذلك سحب الهويات من سكانها مازال مستمرا. الخطاب الإسرائيلي أمس كان موجها للعالم باستعدادها تقديم تنازلات مؤلمة من أجل السلام وفي الوقت نفسه إجراءات على الأرض لاتوحي أبدا بهذا الاستعداد للسلام، لذلك يجب أن يبدأ العرب حملتهم المضادة بكشف هذا الزيف الاسرائيلي وخداعه أمام العالم كله، لأن الحملة الاسرائيلية يجب أن تقابلها حملة عربية. إسرائيل بقيادتها الحالية لاتبشر بسلام قادم والضغط الامريكي منقوص لأن الانتخابات الأمريكية على الأبواب واللوبي الصهيوني متحفز لأي موقف أو ضغط سيولد نتيجة عكسية على أي مرشح في ظل عدم وجود لوبي عربي ويظل الأمل فقط في وحدة عربية تكون المؤثر الحقيقي على القرار الأمريكي والإسرائيلي معا. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق