الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

أدب الاختلاف 
بقلم: سامي زكريا

من أشد ما يؤذي مشاعري عندما أجد هجوما شديدا من مختلفين يتعدى حدود الخلاف إلى السب والقذف بل والولوج إلى الحياة الشخصية للآخر وسبه انتصارا لرأي قد يكون خاطئا.
ما يحدث الآن في مصر بين المختلفين على الإعلان الدستوري ومطالبتهم بإلغائه أو بمن يطالب بوقف الاستفتاء على الدستور والجبهة الأخرى الموافقة شيء مستفز ولا أجد أحيانا مبررا للانزلاق إلى هذه الهوة في السباب غير المبرر الذي طال رئيسا انتخب بصناديق تم الإشراف عليها دوليا.
استوقفني خبر خلال هذه الأيام عن حادثة اعتداء لاعبي كرة قدم تقل أعمارهم عن السادسة عشرة على حكم إحدى المباريات وكانت التحليلات التي أصابت لب الموضوع تشير إلى وجود مشكلة في التربية.
مشكلة التربية الخاطئة هي نفسها التي لم تغرس في نفوس أبنائنا بل وكبارنا أدب الاختلاف التي تذكرنا ببوش الأب عندما كان يردد من ليس معنا فهو ضدنا مبررا حروبه التي مافتئت تقتل الآلاف في كل من العراق وأفغانستان ودفع الشعبان من دماء أبنائهما وتدمير بلديهما بل ودفع بوش أيضا ثمنا باهظا من ميزانية دولته ومن دماء جنوده الذين قتلوا على الجبهتين.
أختلف معك ليس هناك ما يمنع ذلك ولكن يصل أن يصل الأمر إلى محاولة إقصائك بل والقضاء عليك فيكون هنا الخلل الذي يجب معالجته.
إذا كنت تريد التأكد مما أقوله فعليك الآن بالاطلاع على أصحاب الرأيين المختلفين في الثورة المصرية مابين المساندين للإجراءات التي اتخذها الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي حماية للثورة ومابين مخالفيه ممن يعتقدون أن هذه الإجراءات ردة للديموقراطية وعودة للديكتاتور الفرد مع نفيه دائما لكل هذه الأقوال، ستجد في الفيسبوك سبابا وشتائم على كل المستويات بل إذا شاهدت برنامجا يستضيف ضيفين مختلفين في الآراء على إحدى القنوات الفضائية فستجد تأكيدا على ما أرمي إليه أننا نفتقد أدب الحوار وأدب الاختلاف.
 أدب الاختلاف تربية يجب أن تُضمن في المناهج الدراسية لأبنائنا منذ الصغر لأنها إن لم تُغرس في الطفل فسنظل نشاهد هذه البذاءات والشتائم على فضائياتنا وعلى مختلف وسائل الإعلام لسنوات بل ولأجيال قادمة.. فهل نبدأ؟