الاثنين، 16 مايو 2011

مجلس التعاون..انفتاح جديد نشرت بتاريخ 15-05-2011م


مجلس التعاون..انفتاح جديد
بقلم: سامي زكريا
 كاتب صحفي وباحث مصري           Samy583@hotmail.com

تاريخ نشر الخبر:الأحد 15/05/2011

شكل إعلان دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الموافقة على انضمام المملكة الأردنية للمجلس، وطلب المغرب للانضمام إليه مفاجأة خلال الأيام الماضية، نظرا لسرعة الإجراء ربما في نظر المتابعين للشأن الخليجي، لأنه عادة ما تستغرق هذه الأمور وقتا طويلا بين دراسات ونقاشات ومفاوضات وموافقات أو عدم موافقات قد تمتد لسنوات.
ماحدث خلال الأيام الماضية يعد انفتاحا جديدا لدول المجلس على دول أخرى بعيدة ربما عن النطاق الجغرافي لدول مجلس التعاون، فالأردن وإن كانت قريبة جغرافيا، فإن المغرب على الطرف الآخر من الدول العربية, وهو ما يعد تحولا لقبول دول ذات أبعاد جغرافية مختلفة عن النطاقات التي أسست المجالس العربية في إطارها من قبل، وفشل معظمها، ولم يستطع الاستمرار إلا تجمع دول الخليج الذي استمر محافظا على توازنه ووجوده رغم ما مر به من عواصف تلاشت تدريجيا ليعود بحكمة قياداته إلى الاستقرار من أجل المصلحة الخليجية وخدمة مواطنيه.
من التجمعات العربية التي سجلت فشلا ذريعا كان التجمع من أجل التعاون والتكامل الاقتصادي الذي أقيم في فبراير من عام 1989-بعد انتهاء حرب الخليج الأولى بين العراق وايران-، وجمع العراق ومصر واليمن الشمالي -في ذلك الوقت- والأردن، وسمي هذا التجمع بمجلس التعاون العربي، والذي انتهى سريعا بعد عدة أشهر بالغزو العراقي للكويت في عام 1990م .
وأنشئ على مستوى الدول العربية تجمع آخر تم إطلاق اسم اتحاد المغرب العربي عليه، وأقيم أيضا في فبراير من عام 1989م بالمغرب، وتألف من خمس دول هي المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا، وكان الهدف الذي أنشئ من أجله هذا التجمع أيضا التعاون والتكامل الاقتصادي بين أعضاء دوله، ولكن لم يحقق هذا الاتحاد أهدافه رغم مرور سنوات على قيامه نظرا للاختلافات السياسية التي تنشب عادة بين أعضائه فتتسبب في التأثير على كل ما اتفق عليه من قبل، ولذلك ظل هذا الاتحاد بين مد وجزر ولم يحقق شيئا تلمسه شعوب دوله.
في ظل ماحدث لكل من مجلس التعاون العربي والاتحاد المغاربي ثبت أن الاتحاد الوحيد الذي ظل محافظا على منظومته منذ قيامه في عام 1981م ساعيا لتحقيق أهدافه هو مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعلى أرض الواقع حقق المجلس العديد من الإنجازات على مستويات مختلفة اقتصادية وسياسية وغيرهما مما يصب في مصلحة مواطنيه، ليؤكد أن تسميته بمجلس التعاون كانت في محلها لأن الهدف هو التعاون الذي تجسد فعليا بالنجاح في العديد من الصعد وهو ما قد يفتح المجال لدراسة انضمام دول أخرى قد تجد دول المجلس في وجودها عونا لأحد الطرفين أو لكليهما أو دافعا للاستقرار في المنطقة.
قد تكون الأحداث التي فوجئت بها دولة عضو في المجلس هي البحرين وتهديد استقرارها من قبل قوى إقليمية في المنطقة، وسرعة تحرك دول المجلس لبسط الأمن وعودة الاستقرار للمنامة، قد يكون من المسببات التي دفعت دول المجلس لانفتاحة جديدة بتثبيت الاستقرار في دول ترى واجبا في مساعدتها بهذه المرحلة الدقيقة بإدخال دولتين أخريين لإيجاد استقرار فيهما، فالأردن دولة جارة ومواردها الاقتصادية محدودة، والاستقرار فيها يمثل عمقا لدول خليجية لاتريد أي قلاقل غير مرغوب بها على حدودها وخصوصا أن العراق لم يتعاف حتى الآن بشكل كامل مما ألم به، أما المغرب فإن وضعه الاقتصادي مثل العديد من الدول يعاني من بطالة وفقر وغيرهما وربما بدخوله مجلس التعاون يمنح تفاؤلا لدى مواطنيه باستثمارات قادمة، وفتح أبواب العواصم الخليجية أمام شبابه للعمل قد يكون مدعاة للاستقرار في منطقة شهدت انتفاضة تونسية غيرت حكومتها ومعارك تغيير ليبية لم يتخيل أحد أن تراق فيها دماء أبنائه بمثل هذا القدر، وقلق جزائري تسيطر عليه السلطات بقبضة من حديد.
ما أراه في التحرك الخليجي لانضمام كل من الأردن والمغرب أنه يعطي رسالتين إحداهما لشعبي البلدين بقرب الانفراجة الاقتصادية ومد يد العون لهما، والأخرى إقليمية باستعداد المجلس لفتح أبوابه لدول حتى لو كانت بعيدة عن المحيط الخليجي.
الانفتاحة الجديدة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد مرور ثلاثين عاما على إنشائه والتطوير المتسارع في منظومته ودوله تؤكد حرصه على أشقائه ولو كانوا بعيدين عن نطاقه الجغرافي مع إرسال إشارات للقوى الإقليمية بوقف تدخلاتها غير المقبولة.


ليست هناك تعليقات: