الثلاثاء، 14 يونيو 2011

عنصرية مقيتة نشرت بتاريخ 13-06-2003م

  عنصرية مقيتة   نشرت بجريدة الراية بتاريخ 13-06-2003م 
  بقلم: سامي زكريا
 كاتب صحفي وباحث
Samy583@hotmail.com


       
في كل بقاع العالم نجد أن أبغض صفة يرفض أي إنسان أن يتصف بها هي العنصرية لأنها من الصفات الذميمة، ولكن كياناً كاملاً بمستوطنيه اليهود جميعا يفتخر بهذه الصفة، بل وينادي بالاعتراف بعنصرية هذا الكيان.. فإذا كنت موافقاً على وجود دولة إسرائيل، وإسرائيل منهم براء -وهو نبي الله يعقوب عليه السلام وبالتالي فإن تسمية الدولة تمت علي أسس دينية-، إذا كنت موافقاً على هذا المبدأ، فلماذا لا توافق على يهودية الدولة، فتسقط الحقوق الواجبة لغير اليهود الذين يشكلون خمس السكان، فلا حقوق مدنية لهم، ولا حقوق إنسانية.

إنها عنصرية فظة ليست بجديدة على هذا الكيان الناشئ على أرض مغتصبة، فاليهود أنفسهم بينهم عنصرية مقيتة، فاليهودي الأوروبي له حقوق لا يتمتع بها القادم من دول الاتحاد السوفييتي البائد، وهؤلاء السوفييت لهم حقوق لا يتمتع بها اليهودي من أصل شرقي، وخير شاهد على هذه العنصرية يهود الفلاشا الذين سعت الحكومة الإسرائيلية لتهجيرهم بطرق ملتوية من أفريقيا وعندما وصلوا لأرض فلسطين -التي تدعى الآن إسرائيل- عوملوا معاملة قاسية ورفض حاخامات اليهود في الدولة العبرية الاعتراف بهم يهوداً، وأتذكر لقاء مع يهودي من أصل عربي بث على إحدى قنواتنا الفضائية قال فيه إن اليهودي القادم من أوروبا يقابل بفيلا وسيارة وعروس إن لم يكن متزوجاً.. أما نحن فلا سيارة ولا يوجد حتى مسكن مناسب بل إن المناسب حكر على طوائف بعينها. وهذا تصديق لقول الله تعالي (تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى) ويعيد الذاكرة للقرون الماضية التي كان اليهود ينعمون فيها بكامل الحرية وحقوق الإنسان في ظل الدولة الإسلامية حتى أنهم كانوا يتبوأون أرفع المناصب، فلا عنصرية ولا تفرقة.
المثير حقاً أن زعيم الدولة الأولى في العالم والتي ترفع شعار الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان تنازل عن هذه الشعارات ورفع عالياً مطالبه وعلى رأسها يهودية إسرائيل.
ألا ترون معي أن أفعالهم تناقض أقوالهم، وأن هذه الدولة العنصرية المسماة بإسرائيل ستظل مصدر قلق للدول الأخرى حتى لو تم التوقيع على اتفاقية سلام؟ والأيام بيننا.. فلا عهد ولا ميثاق لليهود..
13/06/2003م   13ربيع ثاني 1424هـ   جريدة الراية القطرية

ليست هناك تعليقات: