الاثنين، 1 أغسطس 2011

رمضان مختلف نشرت بتاريخ 1رمضان 1432هـ- 1-8-2011م


رمضان مختلف
بقلم: سامي زكريا
 كاتب من أسرة الراية  
  Samy583@hotmail.com

جاء رمضان بكل عبقه وروحانياته، ومرت سنة من أعمارنا ليأتي رمضان مختلفًا هذا العام فرمضان هو رمضان ولكن الاختلاف في الأحداث التي سبقته وما زالت متواصلة فيه وربما تستمر بعد رحيله أيضًا.

يأتي رمضان هذا العام وقد انزاحت عن كاهل الملايين الأحاديث التي كانت متداولة في وسائل الإعلام العربية بل والعالمية ومنقسمة بين مؤيد لتوريث الحكم في مصر ومعارض لهذا التوريث الذي امتد ليشمل العديد من الدول العربية، ليأتي رمضان في العام الجديد وشعب مصر يحرك الأحداث إلى مايرنو إليه من حكم يكون من اختياره وعدالة اجتماعية منشودة وتتوقف نغمة التوريث في كل الدول التي كانت تتأهب لهذا الفعل.

يأتي رمضان وشعب تونس يؤسس لدولة ديمقراطية ويثور على الظلمة ويحاكمهم ويطارد الهاربين منهم.
أتى رمضان وكل الآمال العربية منصبة على نهاية المأساة التي تعيشها شعوب كل من ليبيا التي قتل منها الآلاف على يد حاكمها وما زال متمسكًا بالحكم حتى ولو وصل الأمر إلى نهاية الشعب ليكون حاكما على نفسه، وسوريا التي يضحي أبناؤها بدمائهم يوميًّا متصدين بصدورهم لرصاص الأمن الذي يحمي النظام وليس الشعب، واليمن التي يدفع شعبها الكثير كل يوم من أجل الوصول إلى بداية طريق الحرية والديمقراطية المنشودة.

الشعوب العربية يأتي رمضان هذا العام وهي مختلفة بكل تأكيد فقد ارتفع صوتها صادحا بالحق في العيش بحرية وكرامة فالدماء تسيل وما يردعها ذلك عن المطالبة بحقوقها فقد وصل الأمر لمنتهاه فالموت أشرف من الحياة في ظل استبداد وطغيان وعبودية مقنعة يمارسها من جاؤوا بزعم قيادة الشعب لحياة كريمة.

رمضان هذا الشهر الكريم الذي اختصه الله سبحانه وتعالى بنزول القرآن فجعل فيه ليلة خير من ألف شهر في ثوابها والعبرة هنا بالتقوى حيث يقول سبحانه "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"، وهنا يجب أن نقف جميعا أمام "لعلكم تتقون"، فالصيام ليس توقفًا عن الطعام والشراب فحسب بل يجب أن يكون تدريبا فعليا على نشأة إنسان جديد مختلف تماما عما كان عليه، فكثيرًا ما تمادى حكام دول عربية وشرق أوسطية في غيهم وقسوتهم حتى وصلت الأمور ببعض الشعوب إلى المطالبة ببقاء السلطان والحاكم مدى حياته بل تنادى البعض للأسف الشديد في مشاهد شاهدها العالم بأن حكمه لبلده "سوريا" لايكفي بل إنه يجب أن يحكم العالم أجمع في نفاق فظ وممجوج وآخرون يحصلون على منافع خاصة ولو كانت على حساب بقية الشعب هكذا تسير القافلة في العديد من الدول، لذلك فإن رمضان هذا العام يجب أن يكون انطلاقة جديدة لكل من يعيش على الأرض الإسلامية، فالمسلم يجب عليه أن يغير حياته لتكون وفق منهج الله فالتقوى يجب أن تكون سلوكا له في حياته فلا يظلم نفسا بشرية إن كان مسؤولا في شركة أو مصنع أو إدارة ولا يظلم زوجا أو ابنا أو ابنة وأن يكون رحيما في تعاملاته مع الآخرين ومن كان غير مسلم يعيش على ثرى الديار الاسلامية فعليه أن يتبع تعاليم دينه في حسن الأخلاق فلا للرشوة ولا لتأليه المسؤولين فهم موظفون مثل كل موظف وعليهم أن يؤدوا دورهم في خدمة المتعاملين معهم وهذه مسؤولية الجميع فالأوطان لاتنطلق إلا بجهود أبنائها فإذا استقاموا استقامت الديار ونمت وإذا تخاذلوا سقط الجميع لأنهم في سفينة واحدة في نهاية الأمر.

رمضان هذا العام يجب أن يكون منعطفا جديدا لشعوب الأمة الاسلامية بالتوافق بينهم على ما يجمعهم ولا يشتتهم فكل انطلاقة تنعكس على الشعوب بالخير وكل انتكاسة يرتد أثرها على الجميع. 


رمضان المختلف الذي نصبوا إليه جميعًا هو أعمال الأمة الإسلامية التي يجب أن تكون على قدر هذه الأمة وعلى قدر التحديات التي تواجهها وأملنا كبير أن ينتهي سيل الدماء الدافق في شتى البقاع ليعود الجميع للتحدي الأكبر وهو تحدي البناء من أجل أمة قوية الجانب.

كل عام وأنتم بخير

 Samy583@hotmail.com
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=585071&version=1&template_id=24&parent_id=23
  

ليست هناك تعليقات: