الأحد، 18 سبتمبر 2011

أياد تعبث بالثورة المصرية نشرت بتاريخ 18-09-2011م


أياد تعبث بالثورة المصرية
بقلم: سامي زكريا
 كاتب صحفي وباحث    
  Samy583@hotmail.com
 
المتتبع للأسبوعين الأخيرين وما حدث خلالهما بمصر حتى الوصول للاعتداء على مقرات الأمن والسفارة الإسرائيلية بالقاهرة يستشعر أن هناك من يحاول العبث بالثورة المصرية ليخرجها عن إطارها والغاية التي تهفو لها نفوس الشعب المصري بل والعربي.
بداية الأحداث كانت مع مباراة للأهلي المصري مع أحد الفرق خرجت الجماهير عن المألوف لها، بإطلاق صيحات فيها ألفاظ جارحة جعلت الأمن المنوط بحراسة المدرجات يرد عليهم ثم تحولت الأمور إلى اشتباكات أصيب فيها الكثيرون.
الملاحظة الجديدة كانت ظهور بعض المشجعين بزيهم الذي يحدد النادي الذي ينتمون إليه ظهورهم في بعض البرامج ليعلنوا أن لهم مطالب سياسية لأنهم جزء من الشعب وبالتالي سوف يكون لهم دور في جمعة تصحيح المسار وفعلا حضر مشجعو الأندية في هذه الجمعة بأعلامهم التي تحدد انتماءاتهم للأندية بالإضافة لرفعهم علم مصر.
جماعة الإخوان والسلفيون والعديد من الاتجاهات الدينية أعلنت عدم حضورها هذه الجمعة بدواعي إعطاء الحكومة المؤقتة الفرصة لإكمال مابدأت وحتى لاتحمل المجلس العسكري مسؤوليات جديدة ربما تكون استشعرت حدوث شيء ما فامتنعت عن المشاركة في هذه الجمعة.
جمعة تصحيح المسار لم تكن مليونية كما تمناها منظموها لأن العديد من الاتجاهات لم تشارك فيها وأعلن المجلس العسكري سحب الأمن والحراسة من الميدان حتى لايترك أي مجال للاحتكاك مع الجماهير وانتهى نهار اليوم ولكن ليله لم ينته فقد كانت المفاجأة بتحرك العديد من الجماهير صوب السفارة الإسرائيلية وتحطيم السور الذي أقامته حولها وزارة الداخلية بل و اقتحام السفارة نفسها والوصول إلى أرشيف السفارة واتجاه فئة أخرى لمقرات الأمن بالمنطقة وتحطيمها وإشعال النيران في سيارات لوزارة الداخلية.
نتنياهو خرج للعالم وتحدث بتوتر شديد وقال إنه يتابع الأمر مع القيادة الأمريكية، "الأمريكية وليست المصرية" ليتحرك أوباما موجها اللوم لمصر بسرعة غير معهودة حتى قبل أن يستبين الأمر وقال إنه على اتصال بالقيادة المصرية، ثم يظهر نتنياهو في اليوم الثاني أي يوم السبت معلنا حرصه على اتفاقية السلام مع مصر مع تغيّر لهجته إلى الهدوء ليعلن وزير الإعلام المصري في الوقت نفسه أنه سيتم تطبيق قانون الطوارئ على هذه الأحداث، فيتم اقتحام مقر قناة "الجزيرة مباشر مصر" وإيقافها عن العمل بحجج واهية.
المتتبع لأحداث هذه الايام القليلة يلمس عدة أمور منها:
أن دخول الجماهير الكروية بهذا الشكل المفاجئ على الخط السياسي مع أنه ليس من اهتمامها لأن هؤلاء الألترس كما يطلق عليهم حبهم لناديهم الكروي يفوق أي شيء آخر وتوجههم السياسي يوحي أن هناك من وجههم لهذا الأمر حتى يستطيع عمل مايحلو له بإدخال بعض العناصر بينهم للتكسير والحرق ليصل إلى انفلات أمني بشكل يعيد الثورة خطوات إلى الخلف.
ثانيا: إزالة الحاجز الإسمنتي حول السفارة الإسرائيلية واقتحامها رغم أنه شعور وطني مصري وعربي ومطلب لكثيرين منهم إلا أنه كان لغرض إظهار عدم استطاعة الحكومة الحفاظ على ماتعهدت به من أمن للبعثات الدبلوماسية لديها وبذلك تكون نقطة ضغط على الحكومة لتنفيذ بعض المطالبات الخارجية التي قد تكون رفضتها من قبل.
ثالثا: إغلاق البث المباشر لقناة الجزيرة التي تثبت يوميا كفاءتها ومهنيتها في ملاحقة الأحداث في وقتها، أعتقد أيضا أن جهات وقفت خلف هذا الإغلاق وقد تكون بضغوط أمريكية إسرائيلية فشلت في الضغط من إجل إيقاف البث من قبل ولكن جاء اقتحام السفارة ليكون الفرصة السانحة لإيقافها.
هناك أياد تخطط وتعبث من أجل إيقاف المد الثوري المصري الذي يحلم بدولة ديمقراطية تحترم فيها حقوق الإنسان، ولذلك فإن الأيادي الخارجية التي قد لايعجبها الاتجاه لدولة حرة تنفذ إرادة الشعب قد تتلاقى مع أياد داخلية تود عودة الحال إلى ما كان عليه قبل الثورة حتى ولو بأسماء قيادات أخرى لأن القضاء على الفساد سيحرمها من الكثير من المكاسب التي تعودت عليها والمحاكمات الحالية قد تكشف عن الكثير من المفسدين الذين استمرأوا سرقة الشعب والدولة ولذلك فإن وجود أياد خفية في الأحداث الأخيرة واضحة للعيان وعلى الشعب المصري بثواره الأبطال أن يكونوا يقظين حتى تنجح الثورة ويكتمل بناؤها.

http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=592846&version=1&template_id=24&parent_id=23

ليست هناك تعليقات: